يا أجمل الناس

كبهجةِ الأرضِ ..
إذ تستقبلُ المَطرا
كان اللقاءُ .. وكُنّا أنجماً زُهُرا
بعد انتظارٍ ..
تشفَّى وهو يعلِكُني
ولم أزل ..
للقاءِ الحُبِّ منتظرا
أميرةً ..
مِنْ جنوبِ السِّحْرِ مَنْبِتُها
إنّ الجَنوب ثرَيّا ..
والبلادُ ثَرَى
أتتْ ..
وللعِطْرِ مِنْ باريسَ ضَوْعَتُه
مسيرَ خَمسِينَ عاماً ..
عطرُه انتَشَرا
الخطْوُ ..
مثلَ نسِيمِ الليلِ رقتُه
يكاد لا يلمِسُ السَّجادَ ..
إن خطرا
تحاول السُّحْبُ ..
مَشْياً ..
مثل مَشْيَتِها
والنهْرُ مِنْ غَيْرَةٍ مما رآه ..
جَرَى
دنَتْ ..
وأسدَلتِ الفتَّان عَتْمَتُه
شلالَ ليلٍ ..
على أكتافِها انحَدَرا
رأيتُ فيها الذي ما كَانَ في بَشَرٍ
سبحان ..
من أبدعَ الأفنانَ ..
والزهَرا
حتى القصائِدُ ..
قد أوتِيْتُ أفْصَحَها
تلعثَمَتْ..
مثل طِفلٍ ..
يَقْرأ السُّوَرَا
ولَوّحَتْ بيَدَيْها ..
أنْ سَتَعْذرُني
روحي ..
فدى كفها ..
إذ لاحَ مُعتذرا
تلك الأكُفّ التي ..
لو لامَسَتْ حَجَراً
لسَلْسَلَ الماءُ عَيناً منه ..
وانْفَجَرا
ولو حَوَتْ غـُرْفَة ..
في حِضْنِ أنمُلِها
لانسَلّ ..
يقطرُ مما بينها ..
دررا
تبسّمَتْ ..
فكأنّ الصبح مَبْسِمُها
فيا لعينيَ مِنْ صُبحٍ ..
بَدا سَحَرا
وإذ بِعِقْدٍ مِنَ البَلّورِ..
مُنْتَظِمٍ
كذلك العِقْدِ لمّا..
طوّقَ النّحَرا
وهل سَنَى البدرِ..
في أبهى تألّقِه
إلا ابتسامُ ” خلودٍ” ..
شَعّ ..
وانْكَسَرا  ؟
والمُتْعَبَانِ هما ..
مِنْ دُونِما تَعَبٍ
لكنما ..
أتعَبَا قلبَ الذي نظرا
مدينَتَانِ ..
يزيْنُ النّخلُ بَابَهما
والبدْرُ أسْوَدُ ..
في لَيلِ البَيَاض يُرَى
جَفْنٌ ..
أمامَ العيون الساحِرات ..
رَسَى
وآخرٌ ..
في العيون الساهِرات ..
سَرَى
باحت بهَمْسٍ ..
فوا قلبَاهُ مِنْ نَغَمٍ
حنانُه ..
يغسِلُ الأوجاعَ والكَدَرَا
في صَوتها ..
بُحَّة صُغْرى ..
إذا عَبَرتْ
على المسامع ..
ذابَ القلبُ وانفطرا
صوتٌ ..
تكسَّرَ ..
ألحاناً على وَتَرٍ
أستغفرُ الله ..
أن شّبّهتُه وَتَرا
قالتْ ..
وأنصَتَتِ الدنيا لهَمْسَتِها
تكاد مِنْ رقة ..
أن تنطِقَ الحَجَرا
“أشاعِرٌ أنتَ ؟”
واجتاح الغُرُورُ دَمِي
كأنني مَلِكٌ ..
خدَّامُه الأمََرَا
فقلتُ :
بَيني وبينَ الشِّعر مُعْتَرَكٌ
كم انهزمْتُ أمامَ الشِّعرِ ..
مُنْتصِرَا
قالت :
” وما ذاك؟ ”
قلتُ :
الشّعرُ يا قمري
رُوحٌ تموتُ ..
فتُحْيِي أنفُسَاً أخَرَا
كالجذْرِ ..
يُدْفنُ في أعْمَاق تُرْبَتِه
ولا يَرَى الناسُ ..
إلا الغصْنَ والثمَرَا
كالشّمْسِ ..
تبْسُمُ للدّنيا مُخَبِّئَة
خلف ابتسامَتِها ..
جَوْفاً قد اسْتَعَرا
قومٌ ..
قد احْتَرَقوا ..
والناسُ حولهُمُ
يصفِّقون لهم :
ما أعذبَ الشُّعَرا
قالت :
” لهذا تظلّ الشمسُ ..
خالدةً
والغصنُ يَفْنى ..
ويبقى الجذْرُ ..
ما اندثرا
والشمسُ ..
إنْ غَرَبتْ ..
ألقَتْ لنا شفقاً
والجذرُ..
إن جُثَّ ..
أبقَى خلفه البِذَرا    “
قلتُ :
الخلودُ لشعرٍ ..
أنت مُلْهِمُه
فلتمنحي شِعري الإحساسَ ..
والصورا
قولي له كِلْمَةٍ ..
يبني بها وطنا
فإن شعريَ في المَنْفى..
قد احْتُضِرا
قالت
.
.
.
.
.
“أحِـبّـكَ ”
واختَالَ الندى ثمِلا
على خُدُودِ وُرودٍ مَايَلَتْ خَدَرا
“وإن حُبّي ؛
زُليْخَا ليس تبلُغه
في عشقها يوسفاً ..
أو تبلغُ العشرا
وأنتَ ..
قُلْها ..
أم انّ الحُبَّ تجهَلُه
فأنتَ عاصِرُ خَمْرٍ مِنه ما سَكِرَا   “
فقلتُ لا ..
والذي سواكِ كاملة ً
وأودعَ الشّمْسَ في عَيْنَيْكِ ..
والقَمَرا
حُبي لرُوحكِ ..
يا أغلى مُعذّبَةٍ
طفلٌ ..
له ألفُ عامٍ ..
بعْدُ ما كَبُرا
أرعَاهُ ..
أهوَاهُ ..
أخشاه..
أهيمُ به..
حُباً ببستانِ قلبِي زاهياً نَضِرا
قد كان لي ..
هاهنا ..
قلبٌ أعِيْشُ به
لكنّ حُبّك ..
لم يَتْرُك له أثرا
سِجْنان ضَمّاه ..
فالنّبْضَاتُ مُدنفة
بين الضلوعِ ..
وعِشْقِ فيه قد أسِرَا
والله ..
لو قَسّمُوا حُبِّي على بَشَرٍ
صاروا ملائكة يمْشُونَ ..
لا بَشَرا
أنا أحُبِّكِ ؟ ..
كلا ..
لن أبوحَ بها
رغم الجنون الذي في داخلي ..
وقرا
فأطهَرُ الكُرهِ ..
كُرهٌ ..
لا نكتّمه
وأطهَرُ الحُبِّ ..
حُبٌّ..
باتَ مُسْتترا
،
،
ولحظةً ..
وإذا بالدمْعِ يَذرفنا
لم أدر كيف جرى
أو تدرِ كيفَ جَرَى
عانقْتُها ..
وامتزاجُ الدَّمْع يعلنها
حقيقةً ..
تقتلُ الأحلامَ والصورا
إنّ الفراقَ ..
لمَنْ نهواهُمُ قَدَرٌ
فلنمنعِ الحُبَّ ..
أو ..
فلنمْنعِ القدَرا